بكاء الرب على العالم ( لقاء في الأبدية )


مرة رأيت الرب على السحاب يبكي وينحب وآلاف وربوات من الملائكة تحمله وتخدمه وكان أمامه الشيطان رئيس العالم ،
 وقال الشيطان للرب : انظر كَم إنسان يعبدك الآن وكَم إنسان يعبدني أنا ؟!! فأنا إله أعظم منك . فرأيت رئيس العالم (الشيطان) يشبه الثعلب وكان واقفاً على قدميه وكان أمامه مائدة بها أشهى الأطعمة وبها ذهب ومجوهرات من كل نوع وعملات أجنبية وكان ينادي بصوت عالي جهوري "مَن يريد أن يأخذ هذه الأشياء عليه أن يأتي إليَّ وأنا أَهِبَهُ هذه العطية المجانية وهذا لأني أحبكم وأنا أُثبِت حبي الشديد لكم". فرأيت ألوف وربوات من الشعوب ومن كل جنسيات الأرض يجرون بلهفة نحوه فكان يقول لهم "مَن يريد أن يأخذ أي شيء من عطيتي يجب أن يسجد لي أولاً" فرأيت الجميع برأيٍ واحد ينحنون أمامه ويسجدون. وكل مَن سجد أمامه عندما يقف وينتصب يصير صورة لرئيس العالم أي صار يشبهه. فتذكرت قول الكتاب في سفر الرؤيا (13: 14) أن كثير من البشر صاروا صورة للوحش. فأدركت أن أي إنسان يطلب أو يشتهي أي شيء من العالم فهو قد قَبِلَ أن يسجد لرئيس هذا العالم قبلاً الذي يملك كل شيء في هذا العالم ، وقد مَلَّكه الله هذا لامتحاننا. ورأيت أن الجميع صاروا مثل الثعالب   صار جسمهم لونه أسود وبه شعر كثيف جداً وكأن لهم أذيال ، فارتعبت ارتعاباً من هذا المنظر وتذكرت ما فعله الشيطان مع المسيح عندما قال له "أعطيك كل هذا إن خررت وسجدت لي". فنظرت للرب فرأيته بدأ يبكي بحرقة على الذين قَبِلُوا أن يسجدوا وبدءوا  يعبدون رئيس العالم وتركوه ليعبدوا سراب ووهم، وكان الرب يبكي وينحب جداً من الحزن، 
ونظر إليَّ ملاكٌ وكلّمني بحزمٍ شديد وقال لي : حرام عليكم .. جعلتم إلهكم في هذا الحزن!! ، قل للناس "اعبدوا الرب وتوبوا وإلا لهلكتم 
لأن كل إنسان سيذهب للمكان الذي فيه الإله الذي عبده ،
 فمَن أطاع رئيس العالم فهو صار عبد له ، ففي النهاية سيذهب للجحيم الذي يرأسه رئيس العالم وهو الإله الذي اختاره بكامل إرادته ،
 أما مَن كان يعبد الرب بالحق سيستحق أن يدخل بيته لأنه بيت الإله الذي صار يعبده ، أليس مكتوباً أنتم عبيد للذي تطيعونه؟!!!
 فإن كان الله هو الله فاعبدوه وإن كان البعل أيضاً في اعتقادكم هو الرب فاتبعوه، لكن لا تعرجوا بين الفرقتين" .