لقد شملت
حياة ابينا القمص فلتاؤس السرياني مجموعة من الفضائل الروحية والرهبانية العديدة
تزين با شخصه المحبوب حتى اصبحت سمات واضحة اصطبغت بها كل اعماله وسلوكياته
اليومية حقا انه لعمل شاق ان نتتبع كل تلك الفضائل واحدة واحدة ان ابانا القمص
فلتاؤس ( جنة مغلقة ) ( نش 4 : 12 ) مليئة بفضائل كثيرة ومتعددة ومن هذه الفضائل
1-
المحبة
2-
الاتضاع
4-
التجرد
8-
البساطة
9-
عفته وطهارته
10-
نقاوة القلب
سنتحدث فى هذه المقاله عن المحبة
(1) المحبة :
قال القديس بولس الرسول ( أما الان فيثبت
الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة ( 1 كو 13 : 13 )
ان علامات
محبة الله في حياة ابينا القمص فلتاؤس اظهرتها كثرة جهاداته المتهبة سواء فى
صلواته المستمرة التى بلا فتور ولا انقطاع او فى ضرب الميطانيات التى تجاوزت 300
ميطانية فى اليوم او فى اصوامه التى امتدت الى غروب الشمس واكثر او فى تجرده الذي
بلغ حد العوز ... اما محبته للجميع فشملت كل واحد سواء من الرهبان او العمال او
العلمانيين والكل يشهد لهذه المحبة القوية فكم من مرضى التمسوا منه الصلاة للشفاء
من امراضهم بقوة ايمانهم وقوة صلاته الممزوجة بالمحبة والشفقة على خليقة الله
هناك قصص
كثيرة تظهر مدى محبة ابينا القمص فلتاؤس لاولاده الرهبان فى الدير
** قصة
حدثت مع احد الاباء الرهبان فقد حدث ان اصيب احد الاباء الرهبان بورم كبير فى
رقبته ولما ذهب الى طبيب المخ والاعصاب نصحه بضرورة اجراء عملية جراحية فى اقرب
فرصة وبسرعه لازالة الورد نتيجة لكبر حجمه غير الطبيعي وظهوره فى مكان خطير وحساس
بعد ذلك ذهب الراهب لعمل التحليل والاشعات المطلوبة وكذا عمل سونار مكان الورد
ولما عرض التحاليل والسونار على الطبيب الذى سيجرى له العملية تخوف الطبيب وقرر
عدم قيامه بإجراء العملية لخطورتها ولكبر الورم بدرجة غير عادية بالرغم من توصية
الدكتور المعالج له والمتخصص فى الاورام بضرورة اجراء العملية فوراً
رجع الراهب
الى الدير وقد ملا الخوف والشك قلبه من عدم نجاح العملية وعند صعوده الى قلايته
تقابل مع ابينا القمص فلتاؤس امام مدخل ع مارة القلالي التى بها قلاية الراهب فلما
ابصره ابونا فلتاؤس مضطرباً ساله ن سبب اضطرابه وخوفه فعرفه الراهب بوجود ورم كبير
فى رقبته وتخوف الاطباء من اجراء العملية له لكنه فى ثقة وحب قال له بقولك ايه
ياخويا انت خايف ليه هما ليه مخوفينك ياخويا روح وخليهم يفتحوا ويطلعوا اللى
عاوزين يطلعوه ويقطعوا ويشيلوا اللى يشيلوه وتيجى لنا بالسلامة انت خايف ليه
ماتخفش هترجع لنا زى الفل ..
اطمأن
الراهب من كلام ابينا فلتاؤس وزال الخوف والاضطراب من قلبه وتمت العملية بنجاح
كبير لدرجة ان الطبيب المعالج له لم يصدق ووصف كبر الورم بأنه مثل البطيخه وفى
اغلب الحالات حينما يكون الورد بهذا الحجم لا يكون حميدا ولكن بعد تحليل الورم وجد
انه حميد فقدم الراهب الشكر والمجد لله
وبعد
العملية رجع الراهب الى ديره والى قلايته وكان ابونا فلتاؤس يذهب لزيارته فى
قلايته كل يوم لمدة اسبوع ومعه لحوم ومشروبات واشياء اخري كثيرة ويوصيه بطهيها
واكلها حتى ان الراهب خجل من المحبة الفياضة التى لابينا القمص فلتاؤس .
** هناك
موقف آخر يظهر مدي محبة ابينا القمص فلتاؤس لاولاده الرهبان فقد مر أحد الاخوة
طالبي الرهبنة بضيقة ما حتى انه قرر ترك الدير وفى طريقه الى العالم بعدما خرج من
الدير علم ابونا فلتاؤس بالروح مافعله هذا الاخ فخرج من قلايته ومشى وراءهولحق به
عند دير الانبا بيشوي واخذ يتحدث معه ويريحه من متاعبه ثم اخذ يظهر له خطأ سلوكه
ثم بدا يحثه على الرجوع الى الدير مما جعل الاخ يتأثر من كلام ذلك الشيخ الممزوج
بالمحبة والحياة فرجع معه الى الدير .
لقد نال
ابونا القمص فلتاؤس شهرة واسعة طبقت الافاق حتى ان كثير من الاغنياء والمحبين
كانوا يلتمسون مقابلته ونيل بركاته والبعض منهم كان يغدق عليه اموالا كثيرة ولكن
مع قلبه المملوء محبة للجميع ما كان يقبل او يسمح ان يكنزها بل كان يتقبلها منهم
بالشكر ويقوم بتوزيع الجزء الاكبر منها على مشروعات الدير كبناء القلالي للرهبان
وخلافه ويعطي جزءا منها لاولاده الرهبان ليشترى كل واحد مايحتاجه او يشترى لهم هو
مايحتاجونه من احتياجات شخصية ويوزع الجزء الباقى على عمال الدير او لمن تقبل معه
واشكتى له من ضيق الحال او مروره بضائقه مالية
ليس هذا
وحسب بل اننا ماراينا قط ان قلب ابينا القمص فلتاؤس فيه ذرة حقد او كراهية او
ادانة او نميمة على احد من اولاده الرهبان او على اى شخص ما انما دائماً ما كان
قلبه ممتلئاً بلمحبة الغير متناهية للجميع حتى لمن كانوا يعادونه او يتكلمون عليه
بالسوء او من يتعاملون معه بعنف كانت محبته الكبيرة تحتويهم وغمرهم وتحول العداء
الذى فيهم الى حب وسلام .