ابونا القمص فلتاؤس السرياني ( قصص فى التسامح )


(3) التسامح ( المغفرة للمسيئين )
قال السيد المسيح فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم ( مت 6 : 14 ، 15 )
لقد عاش ابونا فلتاؤس فضيلة التسامح والمغفرة فإن وجهت اليه كلمة قاسية من انسان او افترى عليه احد بشىء لم يصنعه فانه يسامح كل من أخطا اليه متمماً قول البستان ( إذا وجه اليك انسان كلمة قاسية فلا تشمئز او يستكبر قلبك ولكن بادر واصنع ميطانية ولا تلمه فى قلبك والا فالغضب يثور عليك ) اذا افترى احد عليك بشىء لم تصنعه فلا تجزع ولا تغضب بل اتضع واصنع له ميطانية وسواء كنت قد فعلت ام لم تفعل ففي كلتا الحالتين قل اغفر لى فلن اعود لمثله مرة أخري  لنتحمل تعيير اخوتنا اذا هم رذلونا لنخلص من العظمة هكذا كان بسرعه يذهب ابونا القمص فلتاؤس لمن اساء اليه او لمن اساء هو اليه عملا بقول الكتاب لاتغرب الشمس على غيظطك أف 4 :26

* تميزت فضيلة التسامح عند ابينا فلتاؤس بسرعه المغفرة لمن اسء اليه وايضا عدم تخزين الشر داخل القلب ولهذا صار محبوباً من جميع الرهبان اذ رأوا فى شخصه براءة الاطفال ونقاوتهم فإن بحثنا بين رهبان الدير فلن نجد احدا فى خصومة مع ابينا فلتاؤس ولا احدا يكن له اى عداء او ضغينة او حقد  .

يحتمل الاهانة :-
حدث ذات مرة ان احد الاباء الرهبان احتد على ابينا فلتاؤس وأهانه بشدة على الرغم من صغر سنه ورهبانيته بالنسبة لابينا فلتاؤس ولم يتفوه معه ابونا فلتاؤس بكلمة واحدة وبعد ايام قليلة مرض هذا الراهب وذهب الى المستشفى للعلاج وفى نفس الوقت تقابل ابونا فلتاؤس مع راهب اخر كان متواجداً وقتما احتد الراهب على ابينا فلتاؤس وحدثه ابونا فلتاؤس انه لم يحتمل ان يكون احد الرهبان متضايق منه فذهب اليه بالروح وتصالح معه وصلى من أجل شفائه وشفي بالفعل .
ولما انتهت فترة النقاهة التى قضاها الراهب المريض الذي أهان ابانا فلتاؤس وصل الى الدير وذهب مع الراهب الاخر الذى كان معه وقت إهانته لابينا فلتاؤس الى ابينا فلتاؤس فى قلايته فقابلهما ابونا فلتاؤس بالفرح والتهليل كعادته وقدم لهما كل ماوجد فى قلايته فى حب وتسامح وكأن شيئاً لم يحدث من قبل وبعد ان انصرف الابوان من عند ابنا فلتاؤس تبادلا الحديث فى الطريق وثد اظهر الراهب المريض ندما شديدا عما بدر منه تجاه ابينا فلتاؤس وتعجب من تسامح ابينا فلتاؤس واحتماله لمن اساء اليه .

ينسي الاهانة والتوبيخ :
حكى احد الرهبان بدير السريان قائلاً حدثت بعض التصرفات من ابينا فلتاؤس مع بعض الزوار لم ترق لى واخذ احد الاباء الرهبان يعنفه على موضوع ما فاشتركت معه فى توبيخ وإهانة ابينا فلتاؤس واستمرت اهانتنا له اكثر من ربع ساعه وهو صامت لم يفتح فاه بكلمة واحدة بعد ذلك مضى ابونا فلتاؤس وذهب الى العامل الذي يقف لحراسة بوابة الجنينة ونبه عليه انه لن يقابل احد من الزوار من اليوم ولن يصلي لاحد منهم وانه سوف يحبس ولا يخرج من قلايته فساله العامل عن السببب فى هذا فقال له اثنين من الرهبان شدوني وعنفونى كثيراً فقررت ان اعمل هذا
تقابل الراهبان مرة اخري معا وشعرا بالندم الشديد عما بدر منهما فى حق ابينا فلتاؤس ولكنهما كانا مقتنعين فى داخلهما انه لن يغضب منهما قط لانه لا يحمل او يخزن فى قلبه شيءاً على احد كما انه لن يعمل ماقاله للعامل وانه سوف يخرج ويقابل الناس ويصلى لهم كما كان يفعل .
لم يمض يومان على هذه الاحداث حتى حضرت اسرة لزيارة واحد من الاباء الذين اهانوا ابانا فلتاوس وطلبوا منه مقابله ابينا فلتاؤس فذهب بهم الى المضيفة الخارجية وفى هذه الاثناء اتصل عامل البوابة بالمضيفة الخارجية وطلب ان يتكلم مع الراهب الذى معه الاسرة واعلمه ان ابانا فلتاؤس بجانبه ويريد مكالمته فتكلم معه ابونا فلتاؤس وقال له خلاص ياخويا انا لغيت الحبس وسوف اخرج واصلى للناس مرة اخرى تعالى خدنى بالسيارة فذهب الراهب مع احد الاخوة بالسيارة واحضر ابانا فلتاؤس وجلس فى فرح وبساطة وكأن لا شىء قد حدث من قبل . 

ان ابانا القمص فلتاؤس السرياني لم يكن فقط هو ذاته متسامحاً بل ويسعى لتعليم الاخرين ان يسامحوا بعضاً
ففضيلة التسامح لم تكن محصورة فى شخصه فقط كجهاد خاص به بل امتدت لتشع على الآخرين ايضاً
فقد حدث ان احد الرهبان اختلف مع احد اخوته فى المجمع فى شىء ما وذهب هذا الاب الى ابينا القمص فلتاؤس وهو متضايق وحكي له ماحدث فما كان من ابينا القمص فلتاؤس الا انه يقول له سامحه ياخويا سامحه ياخويا
وفى يوم الاحد التالي لهذا الموقف عندما دخل ابونا فلتاؤس الى الكنيسة وصلي واخذ بركه اجساد القديسين بدا يسلم على الموجودين فى الكنيسة من اباء واخوة وعندما وصل الى ذلك الراهب الذى شكا له من اخيه منذ يومين فوجىء بابينا فلتاؤس يقف عنده ويهمس له قائلاً سامح اخوك ياخويا  سامح اخوك فتعجب ذلك الراهب من انه مازال يتذكر الموقف ويؤكد عليه ان يسامح أخيه
انه تسامح حقيقى نابع من القلب تذوقه ابونا فلتاؤس ويرد ان الجميع يتذوقونه ويختبرون بركاته وتعزياته .


حدث ان احد الاخوة طالبي الرهبنة من المجموعه التى كانت عليها الدور فى الرهبنة وقبل رهبنته بايام قليلة ان تعرض لتجربة قاسية كادت ان تعصف برهبنته مما جعله يذهب لابينا القمص فلتاؤس السرياني وهو فى غايه الاضطراب والقلق ولكنه فؤجيء بابينا فلتاؤس يقول له مبروك ياخويا الرهبنة فانهار ذلك الاخ وبدأ يحكي له ماحدث معه فما كان من ابينا القمص فلتاؤس الا انه اخذ يهدي من روعه ويطمئنه ان التجربة ستمر وانه سيترهبن فى دوره ومع اخوته وقريباً جدا ان شاء الله وقد حدث فعلا ماقاله ابونا فلتاؤس ان التجربة مرت بسلام وما هى الا ايام قليلة حتى تمت الرهبنة بسلام وترهب ذلك الاخ وحدث فى يوم الرهبنة ان ابانا فلتاؤس قال لذلك الاخ سامحه ياخويا سامحه اللى عمل فيك كده هيشرب من نفس الكأس وزيارة ولم يمر العام حتى تحقق ماقاله ابونا فلتاؤس بالحرق وصار ذلك الحدث عبرة لمن يريد ان يعتبر