ابونا فلتاؤس بالجلابية المقطوعة ( قصص فى النسك )


(5) النسك والتقشف :
لقد عاش ابونا القمص فلتاؤس فضيلة النسك فكان ناسكاً فى ملبسه اذ انه حكى ذات مرة انه كان يذهب الى طافوس الدير وياخذ الاقمشة والجلاليب القديمة من على الرهبان الذين رقدوا ليرقع بها جلبابه المقطع الذى يرتديه
وقد وضح ذلك بقوله انه ذات مر ة جاء قداسة البابا شنودة الثالث لزيارة الدير فروحت اسلم عليه وكنت البس جلابية فيها بقعة زيت كبيرة فى وسطها فلما شافنى سيدنا قال لى ايه يا ابونا فلتاؤس ماعندكش حاجه احسن من كده تلبسها ؟ فقلت له اخطيت حاللني ياسيدنا انا ماعنديش غير جلابيتين واحدة اللى لابسها دى وبروح بيها الكنيسة وهى الكويسة والتانية قديمة ومرقعة ومخليها للقلاية .
فسيدنا لما سمع الكلام ده اتاثر جدا وقال هى الحكاية كده وفى الحال امر بشراء كسوة لكل اباء الدير وفعلا جات الكسوة وانا اخدت كسوتى واديتها لواحد من الابهات وبعدها بمدة بسيطة جه سيدنا البابا تانى وروحت اسلم عليه بنفس جلابيتى المزيته فبص لى وابتسم وماقالش حاجه وطبعا فهم انى اتصرفت فى الكسوة اللى جابها للدير وماعملتش منها جلابية لنفسى ولا حاجه

ومن مظاهر نسكه انه لا يرتدى ايه جوارب فى قدمه واثناء خدمة القداس الاهلى لا يرتدى تونية مميزة فى تطريزها وجمالها عن باقى رهبان لدير كواحد من شيوخ الدير بل يرتدي تونية بسيطة جدا لا يرتدى مثلها اصغر الرهبان .
وهو ايضا ناسك فى طعامه لا ياكل الا القليل الذى يسد حاجه الجسد فقط ولا يهتم بنوع الطعام الذى ياكله وان قدمت له اطعمة كثيرة ومتنوعة فانه يفسدها قليلا قبل ان يتناولها او يبعثرها من امامه وكانه ياكل منها وفى الحقيقة انه لم يتناول منها الا الجزء اليسير جدا

اضف الى ذلك انه كان لا يتناول الطعام الا وقت الغروب فى الايام العادية اما فى ايام الاصوام فكان يتناول ا لطعام بعد الغرو بساعات وخاصة فى ايام الصوم الكبير .