(9) عفته وطهارته
العفة احد النذور الرهبانية وهى بحق جوهرة ثمينة تزين
حياة الراهب وقد تزينت حياة ابينا القمص فلتاؤس بالعفة والطهارة منذ صغره فيحكي
عنه انه فى فترة شبابه كان يعهد اليه كاهن الكنيسة بجزيرة بدران بتوزيع لقمة
البركة على السيدات لانه كان يثق فى طهارته وعفته كما اننا ذكرنا سابقاً وقت ان كان
يعمل فى البحرية بالجيش الانجليزي ان الضباط كانوا يثقون فى طهارته ولذا كانوا
يعهدون اليه بالذهاب مع زوجاتهم اولادهم لشراء مايحتاجونه وبعد دخولة الدير
ورهبنته ازداد فى طهارته وعفته وصار عفيفاً فى فكره وفى نظراته وفى كلامه صار بحق
عروساً عفيفة للسيد المسيح ولهذا صارت له دالة عظيمة لدى الله
(10) نقاوة القلب
طوبي للانقياء القلب لانهم يعانيون الله
عاش ابونا القمص فلتاؤس حياة النقاوة الكاملة اذ كان
قلبه يخلو من الحقد والكراهية والبغضة لاى شخص بل على العكس كان قلبه مملوءاً
بالمحبة للجميع فلم نسمعه يوماً ما يتكلم على احد او يدين احدا انما كنا نسمعه
يمتدح هذا او ذاك وكان فى محبة واتضاع يرى الكل افضل منه ويرى انهم جميعاً خليقة
الله الحسنة جدا
ومن نقاوة قلب ابينا فلتاؤس انه حينما كان يرى شخصاص فى
ضيقة او مريضاً او فى تجربة ما كان يحنو بقلبه عليه ويقدم له المعونة والمساعدة
المادية والمعنوية ايضا من خلال كلمات التشجيع والتعضيد او الصلاة من اججله
ومن مظاهر نقاوة قلب ابينا فلتاؤس انه كان يذهب بسرعه
لمن أخطأ اليه ويعتذر له وعرف بين الرهبان عنه انه لا ينام اطلاقا وفى قلبه شىء
على احد
ولا يدخل قلايته وفى قلبه شىء من أحد وقد ذكرنا بعض
المواقف التى تظهر هذا
ولهذا عاش ابونا القمص فلتاؤس يعاين الله كل حين ويقول
مثل ايليا واليشع تلميذه ( حي هو رب الجنود الذى انا واقف امامه ) ( 2 مل 3 : 14 )