(7) الجدية والالتزام
الجدية فى الحياة الروحية كانت من اهم السمات التى تميزت
بها حياة ابينا القمص فلتاؤس منذ دخوله الدير حتي ان الاباء الرهبان الذين عاشوا
معه ونشأوا فى جيله شهدوا على جديته فى جهاده الرهبانى فقالوا انهم لم يروا احدا
من قبله جاهد نفس جهاده القوى .
ان علامات الجدية فى الجهاد الرهبانى كانت ظاهرة فى حياة
ابينا القمص فلتاؤس واتضحت لنا عندما اتخذ لنفسه تدريب الصمت وكا يضع زلطة فى فمه
حتى لا يتكلم ويحفظ فمه من عثرات الكلام
وظهرت علامات الجدية فى حياة ابينا القمص فلتاؤس اذ كان
يحبس فى قلايته حتى ينشغل دائماً بالصلاة وعبادة الله فكان يعمل حيلة حتى اذا طرق
باب قلايته احد من الرهبان فلا يجده او اذا سال عليه احد لا يجده كانت قلايته بها
شباك على الطريق فكان يخرج من باب قلايته ويغلق بابها بالقفل ثم يدخل من الشباك
ويغلقه حتى اذا جاء احد من الرهبان يسأل عليه او جاء احد يطرق باب قلايته فيري
القفل موضوعا عليه فيعتقد انه غير موجود بالقلاية فيمضى وبهذه الحيلة كان يخبس
نفسه داخل قلايته فترة طويلة دون ان يخرج منها ليحظى بفرصة اكبر للاختلاء بالله
.
ومن علامات الجدية فى حياة ابينا القمص فلتاؤس سكناه فى
الحصن بالرغم من عدم استطاعه الكثيرين من الرهبان السكن فيه وكما علمنا سابقاً انه
كان يعيش فى الحصن بتقشف ونسك شديدين وجهاد فى الصلوات والميطانيات
ان مظاهر الجدية فى حياة ابينا فلتاؤس شملت كل حياته
الروحية فصلواته الدائمة والمستمرة والتى
لم يكن يتوقف عنها لحظة كنا نراها تخرج من فمه الذى كان لا يتوقف عن الحركة وترديد
اسم الله ومن علامات الجدية فى حياته انه كان يصوم فترات طويلة واحيانا كثيرة كان
يعيش نباتياً
اما مظاهر الالتزام فى حياة ابينا القمص فلتاؤس فكانت واضحة
جدا امام الجميع فكان يلتزم بحضور قداس المجمع يوم الاحد كل اسبوع على الرغم من
مرضه وكبر سنه ولم يمنعه عن الحضور الا بعد ان تفاقمت الحالة الصحية واصبح لا
يستطيع الحركة هذا الى جانب التزامه بحضور المجامع الاخرى كالمجمع الذى يتم فيه
جمع الزيتون من الشجر ويذهب اليه رئيس الدير وكل الرهبان هذا الى جانب التزامه
بعدم النزول من الدير الا بعد الاستئذان من المسئول .