ابونا فلتاؤس ومحاربه الشياطين له عند القنطرة


فى بداية سكنى ابونا القمص فلتاؤس فى القصر القديم كانت الشيطاين تعاكسه ويضايقونه بتصرفاتهم الشريرة اذ كانوا مثلا يطفئون اللمبة الجاز التى كان يقرأ او يصلى على ضوئها او يوقعون عليه الشمع عند نومه بقصد حرقه وكذلك نتذكر قصة ذلك الراهب الذى صعد الى الحصن لينبه ابينا القمص فلتاؤس بأنه تسبحه نصف الليل قد انتهت وجرس باكر قد ضرب اياذنا ببدء القداس وفوجء ذلك الراهب بصوت عراك شديد قادم من داخل الحصن وهذا روعه ونزل معه لصلاة القداس ليعود الى الحصن حيث يواجه قوات الشر علانية مرة اخرى وقد تزود بالاسرار المقدسة وايضا نتذكر ان سبب عودته من دير الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بعد قضائه عدة شهور هناك مشاركة فى تعميره كان سبب عودته هو تجربة مباشرة تعرض لها من عدو الخير ولكنه شفى بصلاة البابا كيرلس السادس وعاد الى ديره بسلام وقد اخذ خبرة فى مقاومة المحاربات الشريرة ونستكمل هنا معا بعضا من هذه الوقائع والاحداث .
(1) حدث فى بداية سكانه فى الحصن الاثري ان قدسه نزل من قلايته التى بالحصن الى الدير لاحضار بعض الاحتياجات الخاصة به وعندما صعد السلم المؤدى الى القنطرة الخشب المؤدية الى باب الحصن وجد مجموعه كبيرة من الشياطين متجمهرة عند الطرف الاخر من القنطرة الخشبية ناحية باب الحصن وكأنهم يقطعون عليه الطريق ويمنعونه من دخول الحصن وكان يصيحون باصوات عالية وقبيحة ويتوعدونه ان هو تقدم عابرا القنطرة ليدخل الحصن فإنهم سوق يلقون به الى اسفل فنزل ابونا فلتاؤس مرة أخري الى الدير وذهب الى اب اعترافه وحكي له ما تعرض له فقال له اب اعترافه ماتخافش يا بنى ارشم نفسك بعلامة الصليب المقدس واطلع السلم وعدى القنطرة ماتخافش وربنا معااك دول بس بيخوفوك وعايزين يشوفوك هتعمل ايه
واطاع ابونا فلتاؤس وفعل كما اوصاه اب اعترافه فصعد السلم وهو يرشم ذاته بعلامة الصليب المقدس وتقدم عابراً القنطرة وهو يصلى مزمور الساكن فى ستر العلي مز 91 : 1 وعندئذ بدأ الشياطين الازدياء يصرخون عاليا وكأنهم يحترقون وقد تلاشوا فى الهواء مثل الدخان وهم يتوعدونه بالعودة اليه مرة اخرى ودخل ابونا القمص فلتاؤس الحصن وصعد الى قلايته متهللا بمعونة الله له شاكراً ومسبحاً عظيم نعمته تبارك اسمه
ولنا عندة تعليقات على هذه الواقعه :
أولاً : ابونا فلتاؤس لم يعتمد على ذاته فى مواجهة هذا الموقف بل لجأ الى اب اعترافه وطلب ارشادة وفى هذا اتضاع ثم فعل كما اوصاه اب اعترافه دون تردد وفى هذا طاعه وايمان وتسليم .
ثانياً  سمح الله للشياطين ان تحاربه هكذا وفى نفس الوقت اعطاه هو نعمة وحكمة وقوة لمواجهتهم وانتصر عليهم بنعمة الله

ثالثا هذا الموقف يؤكد لنا قول معلمنا القديس يعقوب الرسول قاموا ابليس فيهرب منكم يع 4 : 7 وهو مبدأ هام فى جهادنا الروحي طوال غربتنا على هذه الارض