ولكن إذا أردت أن تعيش الهدف الذي خلقتك من أجله
وهو أن تحيا بي وتصير عضواً فيَّ لتصير صورة لي ومثالي
فهذا يكون إذا بدأت في عبادتي أنا وحدي
وهذا يكون إذا رفضت عبادة العالم وعبادة جسدك أي رفضت طاعة جسدك وذاتك في أقل شيء
وهذا بأن لا تطيعه في أهواءه وشهواته في أقل شيء
كما هو مكتوب "الذين هم للمسيح صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل5: 24)
لأن إطاعة أي شيء هو عبادة ،
فلا يمكن و فيما أنت تعبد إله آخر أو أي شيء في نفس الوقت تعبدني أنا أيضاً
وهذا ما لم يدركه الكثيرين...
غير أن نفسك هذه هي هيكل لي وبيتي أنا وحدي
وكان يجب أن تملأه مني أنا فقط
بل إن نفسك في الحقيقة خلقت لتكون عضو فىّ
عندما نفخت في التراب نسمة حياة و هي روح الإنسان التي خلقتها
كان كل اشتياقات قلبي أن يعود إلي جميع أعضائي بأن يكونوا صورتي
لكنهم انفصلوا عني ورفضوا أن يكونوا أعضاء فيّ لأنهم رفضوا أن أكون أنا الرأس.
وأرادوا أن يحققوا مشيئة ذاتهم
ويستوطنوا في كيان آخر غيري
ورفضوا شروط العضوية فلم يدخلوا من الباب الضيق
ولم يذبحوا الخروف الذي هو الموت بشبه موتي
وهو خروف الفصح الذي هو خروف العبور
فلم أستطيع أن أعبر عنهم وظلوا في أرض فرعون وقبلوا العبودية
ورفضوا أن يتحرروا باستيطانهم فيّ
لأنهم رفضوا أن يتغربوا عن الجسد والكرمة الغريبة التي صاروا فيها
مع إني أنا الكرمة الوحيدة الحقيقية..