فبدأ يتكلم هذا الملك وقال :
أنت تحزنني كل يوم بل وتطعنني وتصلبني كل حين وليس هذا الذي يحزنني بل الذي يحزنني أنك لا تدري بهذا أنت وكثيرون أيضاً...!!!
فعدم فعلك للسلبيات ليس هذه هي القداسة
وليس هو الطريق الذي يصل بك إليّ
أو هو الشيء الذي يفرّحني
بل أنت تفعل الخطية طالما لا تسعى في الوصول للهدف الذي خلقتك من أجله
فعدم جهادك في الطريق الكرب كل لحظة
وعدم جهادك في الدخول من الباب الضيق في كل يوم وكل حين فهذه هي الخطية
وإن لم تطيع كلامي الذي في الإنجيل وتعيشه فإنك تفعل أيضاً الخطية.
وإن لم تسلك كما سلكت أنا على الأرض فهذه هي الخطية.
وإن لم تُصلَب معي وتموت معي فهذه هي الخطية
وإن لم تجاهد لتصل للهدف الذي خلقتك من أجله كل يوم وهو أن تصير صورة لي ومثالي فإنك تفعل الخطية.
فأنت لا يمكن أن تبدأ في عبادتي العبادة الحقيقية
ولا يمكنك حتى أن تتصل بي مجرد اتصال أو تكوِّن علاقة حقيقية دائمة معي وأنت بطبيعتك هذه
لأنك الآن وُلدت في عداوة معي
وبطبيعة مائتة لأنك ولدت فارغاً وغير ممتلئ مني
أي لست في شبع حقيقي
لهذا ولدت في جوع شديد
لهذا فأنت منجذب بشدة بطبيعتك هذه للعالم
مثل كوب فارغ مُلقى في وسط محيط لهذا بطبيعتك تحب العالم
وتسعى أن تشبع بكل حاسة من حواس جسدك من الأشياء التي في العالم
وتسعى أن تشبع عاطفتك أيضاً
أي تملأ فجوة قلبك من إنسان آخر وتشبع جسدك أيضاً [سواء حاسة النظر واللمس] من جسد آخر ، ولأن محبة العالم عداوة لي واهتمام الجسد عداوة لي
لهذا أنت وُلدِت بطبيعة في عداوة معي
كما هو مكتوب "إذ كنتم أموات بالذنوب والخطايا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء" (أف2: 1و2)