(4)
اللصوص نادرا مايدخلون من الابواب ولكنهم فى الغالب يتسللون من الشبابيك او
يكسرونها عنوة وهذا مافعله الشياطين الاردياء فى أحد الايام اذ انهم تجمعوا حول
قلاية ابينا القمص فلتاؤس وبدأوا بتكسير زجاج
شبابيك قلايته ولم يكتفوا بذلك بل
بدأوا يضربونه ثم حملوه عنوة ووضعوا قدميه على زجاج الشبابيك المنكسرة
مما اصاب قدميه بجروح بالغة ولم
يكتفوا بذلك بل اخذوا يدفعونه خارج القلاية فما كان من قدسه الا انه ابتعد قليلاً
عن القلاية فوجد احد الاباء فنادي عليه وطلب منه ان يساعده فى الذهاب الى الاب
الربيته الذى لما راه هكذا انزعج جدا وعندما عرف بما حدث اخذ يطمئنه بانه سيجدد له
زجاج شبابيك القلاية واستدعى له الراهب الطبيب ليقوم بتضميد جراحاته كل ذلك وهو
يقول انا ياخويا مش عارف عملتلهم ايه
لست ادري يا ابانا ان كنت فعلا لست
تدري ماذا فعلت لهم وبهم حتى جعلتهم يهيجون عليك هكذا ام انك تدري ولكنه اتضاعك
العجيب الذى اهاجهم عليك بالاكثر فالشيطان كما قال عن نفسه انه يستطيع ان يفعل كل
شىؤ الا ان يكون متضعاً فالاتضاع الحقيقى كفيل بان يبدد كل مؤامرته ويقف امامه
ويهزمه .
(5)
كان هناك بالقرب من قلاية
قدسه حفرة كبيرة وعميقة وفى احد الايام عند الغروب بينما كان ابونا القمص فلتاؤس
يتمشى حول قلايته اقترب من تلك الحفرة دون ان ياخذ باله وعلى مايبدو ان الشياطين
كانت تراقبه فانتهزت تلك الفرصة وجاء احدهم ودفعه من الخلف وبقوة بقصد القائه فى
تلك الحفرة وفعلا اندفع ابونا فلتاؤس وسقط على وجهه ولولا عناية الله به لكان سقط
فى تلك الحفرة ولما راى الشياطين فشل خطتهم بدأوا يجرونه على الارض بقصد اسقاطه فى
الحفرة عنوة ولكن فى تلك اللحظة عينها تنبه لهم ابونا فلتاؤس وركع على قدميه وبدأ
يصلى وهو ينتهرهم بعلامة الصليب المقدسة فانصرفوا عنه وهم يصرخون باصواتهم القبيحة
ما اجمل
قول المزمور اذ قلت قد زلت قدمي فرحمتك يارب تعضدني مز 94 : 19