(8)
ذهب ابونا القمص فلتاؤس ومعه بعض الاباء لزيارة احد الاباء الرهبان فى قلايته وجلس
قدسه على كرسى بجوار باب المحبسة وهو الحجرة الداخلية فى قلاية الراهب ولا يدخلها
احد سواه حتى يمارس فيها قوانينه الروحية وكان يتكلم عن عظائم الله فى قديسيه
وفجأة اثناء الحديث توقف عن الكلام وطلب من الاب صاحب القلاية ان يغلق باب المحبسة
ولكن الراهب قال له محدش غريب يا ابونا فلتاؤس وما فيش داعي واستكمل ابونا فلتاؤس
حديثه ناظراً ناحية باب القلاية من حين لاخر ثم قام ودخل دورة المياه وفيما هو
هناك فوجىء الجميع بباب المحبسة ينغلق من تلقاء نفسه وبقوة شديدة مما اثار فزع
الاباء ودهشتهم عندئذ خرج ابونا فلتاؤس من دورة المياه وهو يضحك وقال للاباء
افتحوا باب المحبسة فحاولوا كثيراً ولكنهم لم يستطيعوا فقال له الاباء لما تعبوا
طيب ارشم يا ابونا الباب بالصليب فرشم البابا وفوجىء الجميع بان الباب قد اغلق من
الداخل بالترباس وان لسان الترباس قد انثنى من شدة الضربة فتعجب الاباء من ذلك
ونظروا جميعاً لابينا فلتاؤس طالبين تفسيراً لما حدث فقال لهم الشيطان اتضايق من
الكلام عن ربنا والقديسين وحب يعاكسنا ويعطلنا وكان واقف عند باب القلاية ومش قادر
يدخل فلما قمت دخلت دورة المية انتهزها فرصة ودخل المحبسة وقفل الباب من جوه
بالترباس علشان يشغلنا ويعطلنا بس خلاص هو جري ياخويا " .