(2)
عندما انتقلت ارض المعركة
بين ابينا القمص فلتاؤس السريانى ولشياطين الاردياء خزاهم الله الى قلايته
المنفردة بالجنينة الخارجية بدأت الحرب تزداد عنفاً وشراسة من جانبهم امتدت الى
الايذاء الجسدي لابينا القمص فلتاؤس ففى بداية سكناه فى قلايته المنفردة وعند غروب
احد الايام وابونا فلتاؤس موجود فى قلايته يصلى ويسبح فوجء بصوت صياح عالى وتبعته
رياح شديدة وكادت ان تخلع باب القلاية وشبابيكها من اماكنها ولكنها مالبثت ان انفتحت بشدة ودخلت منها
مجموعه من الشياطين وبداو يجرون ابونا القمص فلتاؤس ويدفعونه ليخرجوه من القلاية
وهو يحاول ان يمسك بأى شىء يصادفه وظل يقاوم كذلك حتى دفعوه خارج القلاية وبدأو
يضربونه ضرباً مبرحاً فما كان منه الا انه ابتعد عن القلاية وذهب الى الاب الراهب
الطبيب المسئول عن عيادة الدير فى ذلك الوقت وكان ذلك الاب يسكن فى قلاية فى الدور
الثالث فى عمارة القلالى بالدير الاثرى وعندما فتح له ابونا الطبيب انزعج جدا
لمنظر ابونا فلتاؤس اذ كانت يديه ورجليه مسلخة ووجهه به كدمات كثيرة وجلبابه ممزق
فادخله داخلا وبدا يداوي تلك الكدمات والتسلخات بينما كان ابونا فلتاؤس يروي له
ماحدث معه والغريب ان الشياطين تبعوا ابونا فلتاؤس وكانوا يعوون كالكلاب وكان الاب
الطبيب سمع صوتهم دون ان يراهم فقال له ابونا فلتاؤس دول جايين ورايا فقال له الاب
الطبيب ده صوت كلاب يا ابونا فلتاؤس فقال له ابونا فلتاؤس ماهم البعدا كلاب ياخويا
وطلب ابونا فلتاؤس من الاب الطبيب
كوب ماء وصلى عليه كثيراً ورش به جميع انحاء قلاية ذلك الاب وقال له صلى ياخويا
كتير قبل ماتنام ثم شكره على تعبه معه وعاد الى قلايته ليعاود جهاده وكأنه يقول
لهم انى لن اترك قلايتى وجهادي ولو اضطررت ان اموت فالموت فى الجها خير من الحياة
فى السقوط