حكايه ابونا فلتاؤس مع الفئران


على لسان ابونا فلتاؤس يحكى :-
بعد ماتكلمت مع والدي واخذت الحل من اب اعترافي قدمت استقالتى من عملي فى الجيش الانجليزى وروحت العزباوية وهناك تقابلت مع الانبا ثاوفيلس وقلت له انا عايز اترهبن
وكنت وقتها شابا جميلا ولبسي نظيف وشيك وشعري متسرج فالانبا ثاوفيلس اول ماشافني كده ضحك وقال للموجودين معاه رهبنة ايه دى دى البدلة اللى لابسها يشرب منها العصفور ( يقصد من كثرة نظافتها ) فقلت له يعنى ياسيدنا انا هكون احسن من مكسيموس ودوماديوس للى كانوا اولاد ملوك ؟ 
فقال لي طيب يابنى بات معانا انهارده وبكره نشوف وبعد كده نادي على واحد اسمه فرج كان يعمل بالعزباوية ويعتبر حادم للانبا ثاوفيلس وقال له خد الاخ ده ونومه فى الاوضة اللى تحت فاخذنى فرج للاوضه دى وكانت عباره عن مخزن مليان بالفحك والشمع وقطع حديد وكانت الفئران عمالة تجري وتتنطط حولى وكانها بترحب بى وبالكاد لقيت لى مكان امدد فيه جسمي ولكن مقدرتش انام لحد الصبح وقضيت الليل كله وانا اطرد الفئران مو حولي لحد ماطلع على الصبح وجاني فرج وقال لىتعال سيدنا عايزك وكان لبسي كله اتبهدل ووسخ ولما حبيت اوضب نفسي قال لى فرج لا بلاش خليك كده احسن سيدنا عايز يشوفك وانت كده فقلت له حاضر
وفعلا اول ماشافني سيدنا الانبا ثاوفيلس قال لى اهو كده انت يا ابنى تنفع راهب وبعد كده كنت لى جواب واعطاهونى وقال لي ياللا روح الدير روحت البيت وغيرت هدومي واخذت بعض حاجاتى الضرورية ثم وزعت كل الفلوس اللى اخدتها من عملى فى الجيش وماخليتش معايا غير ثمن تذكرة الاتوبيس الصحراوي اللى هيوصلني من القاهرة الى الرست هاوس وهى فى نصف المسافه تقريبا بين القاهرة والاسكندرية وبعدما وصلت الرست حطيت شنطتى على ضهرى وفضلت اسال عن دير السريان لحد ما وصلت الهوكارية ( وادي النظرون حاليا ) ومن هناك كملت مشى لحد ماوصلت دير السريان
لما وصلت الدير وفتح لى الراهب المسئول عن الباب الاثرى سالنى انت جاى ليه فقلت له انا جاى اترهبن فلم يصدقنى لان منظرى كان يدل على الترف والرفاهيةة ولم يفتح الا لما شا الجواب اللى معايا ووصلني للالاب الربيتة وابونا الربيتة اداني اوضة بسيطة كده ابات فيها وكلفنى بالشغل فى مطبخ الدير وكنت بحب النضافه فكنت اروح وانضف الحمامات وكمان اخذت بركه خدمة الاباء الشيوخ .
لما عرف والدي انى جيت الدير عشان اترهبن جه الدير وقابل الانبا ثاوفيلس وفضل يتناقش معاه ويظهر اعتراضه على دخولي الدير خاصة اننى بعد وفاة اخى الاكير عزيز اصبحت انا ابنه الوحيد وحامل اسمه ولقبه لكن الانبا ثاوفيلس قال له بصريح العباره لو اخذت ابنك كامل هيحصله زى ما حصل لعزيز
فخاف والدي وقال لسيدنا خلاص انا هاسيبه وعلشان يهدي والدي ويريحه وعده بانه هيجيبه معاه للدير فى عيد الميلاد وعيد القيامة عشان يقضى العيد معايا فى الدير وفعلا فضل والدي يحضر مع الانبا ثاوفيلس الى الدير لقضاء عيدى الميلاد والقيامة معنا حتى نياحة والدي سنه 1959 م
انا جيت لدير سنه 1948 وبعد كده بحوالي تلت شهور وبالتحديد فى 2 / 11 / 1948 م جه الانبا ثاوفيلس وسال الاباء عنى وقال لهم يا ابهات ايه رايكم فى الاخ الجديد فاظهروا رضاهم عنى وطلبوا منه انه يرهبنى وزكوني بالاجماع
ففرح الانبا ثاوفيلس بكده وكمان سال عنى اب اعترافى اللى هو ابونا عبد الملاك السرياني وهو كمان زكاني وفى عشية اليوم ده امر الانبا ثاوفيلس بضرب جرس مجمع فحضر كل الاباء الى الكنيسة وفتح الانبا ثاؤفيلس ستر الهيكل ونادي على واوقفنى قدام الهيكل وقال لى بصوت عال اسمع يا ابنى قدام الله وقدام مذبحه تمشى كويش فى الصلوات والاصوام والسهر والميطانيات وتحب اخواتك وماتتكبرش عليهم وتعيش باستقامة وطهارة روحانية وانا كنت باسمع واهز راسى وكانى بقول حاضر .
وبعد ان انتهي سيدنا من توصيتى امام المذبح فجأة شفت واحد من السارافيم ذو الستى اجنحة وهو واقف امام المذبح وبيحرك اجنحته وكانه بيصفق بيهم وبعد كده اختفى .
وبعدين الانبا ثاوفيلس قال لهم قولوا اكسيوس يا ابهات وقال لى تبات يا ابنى فى الكنيسة للصبح وفعلا الصباح جه سيدنا ورهبنى باسم فلتاؤس وهو اذانى الاسم ده عشان كان بيحب القمص فلتاؤس الكبير اللى كان رئيس الدير قبله وقد كان عينه وكيلا للدير فى فترة رئاسته للدير وكمان اترهبن معايا فى نفس اليوم القمص ميخائيل السرياني ربنا يديله الصحة وبعد القداس اخدنى سيدنا واعطاني قلاية ابونا فلتاؤس الكبير اللى كان رئيس الدير قبله زى ماقلت وكانت القلاية كبيرة ووواسعه ومليانة حاجات كتيرة وثمينة كمان فحسيت انها قلاية مرفهة جدا وانا بحب التجرد وعايز اعيش راهب متجرد وفقير فطلعت كل اللى فيها وماخليتش غير حاجه واحده بس من كل حاجه انا محتاجها او هاستعملها ووديت الباقى الجو ( مكان توزيع الاشياء على الاباء بالدير ) علشان اللي عايز حاجة من الابهات ياخدها
وبديت حياتى الرهبانية فى الدير وانا كلى اشواق نسكية وكنت فى بداية حياتى الرهبانية كل يوم انسخ 10 صفحات من مخطوط ماراسحاق السرياني مما زاد والهب محبتى لربنا اكتر واكتر