** وقد حكي لنا ابونا فلتاؤس انه
فى بداية سكناه فى الحصن وفي أحد الايام انه فجأة وجد شخصاً ما يطرق باب قلايته
وعندما سألة ابونا فلتاؤس عن هويته قال له هذا الشخص افتح ياابونا فلتاؤس فتعجب
ابونا فلتاؤس انه يعرفه باسمه وهو ليس من اباء الدير فرشم ذاته بعلامة الصليب وفتح
له وعرفه انه احد الاباء السواح الذين كانوا يعيشون بالبرية فى ذلك الوقت فصليا
معاً ثم قال له هذا الاب السائح ( شد حيلك يا ابونا فلتاؤس وخلي بالك من نفسك
وحافظ على صلواتك واصوامك وميطانياتك ) وكلمه وعزاه بكلام روحاني كثير وجميل ومعزي
جدا ثم استاذن وغاب عنه سريعاً .
** اراد
اباء الدير ان يعرفوا مدى عزم وصدق نية ابينا القمص فلتاؤس فى سكناه فى الحصن كما
انهم على مايبدو بدأو يقلقون عليه من سكانه لوحده هكذا فى الحصن بقصد الحبس
والتوحد لذلك قرروا ان يمنعوا عنه مايوزعه الدير من خضروات واكهةة الامر الذى ادي
الى اصابته بامساك شديد وكان يتألم كثيراً عند دخوله الى الحمام فصعبت عليه نفسه
جدا وذات ليله وهو متألم هكذا نزل الى كنيسة السريان ودخل الى الهيكل ووقف امام
المذبح يصلي بدموع كثيرة حتي بلل المذبح وكان يصلى الى الله معاتبا على مايتعرض له
من ضيق والم وتعب طالباً منه ان يسنده ويساعده وفيما هو منسكب هكذا ظهر له ملاك
منير جدا واخذ يعزيه ويقويه موضحاً له أن كل ضيقة يمر بها فى طريق جهاده لها اجر
عند الله الذى لا ينسى كوب الماء ثم انصرف عنه الملاك
اما ابونا
فلتاؤس فقد تعزي جدا وخرج من الكنيسة وهو يكاد يقفز من فرط التعزيات والفرح وفجأة
وجد اماه فى الحوض المزروع امام الكنيسة بعض الخضروات التى تشبه الملوخية الخضراء
او النعناع فلم يصدق نفسه فاقترب واخذ واكل منها وكان طعمها جميل جدا فشكر اله
ومجده على عظيم عطاياه ثم اخذ من هذه
الخضروات قليلاً ليأكل منه من حين لاخر عندما يحتاج الى ذلك وفى صباح ثاني
يوم صعد الى اعلى الحصن لينظر هذه
الخضروات المزروعه فلم يجدا شيئاً فعرف ان الله عمل معه معجزة جميلة عظيمة لانه هو
هو امسا واليوم والى الابد الذى عال ايليا فى العهد القديم والانبا بولا اول
السواح