ابونا فلتاؤس والعاصفة الترابية الشديدة


حكي لنا ابونا القمص فلتاؤس السرياني انه فى بداية رهبنته كان يتمشى كثيراً فى الجبل وحدث ذات مرة وهو يتمشى مع ابونا انطونيوس السرياني ( قداسة لبابا شنودة الثالث ) وكانا ذاهبين لزيارة دير البرموس وفجأة هبت عاصفة ترابية شديدة وكانت الرمال تصفع فيهما فتاها فى الجبل ولم يعرفا مكانهما وسارا مسافات بدون هدف معين فتوترت اعصابهما واخذ فى الصلاة وفجأة قال ابونا فلتاؤس لابينا انطونيوس لا تخف فنحن بالقرب من دير البرموس على الرغم من أنه لا توجد أية علامات على قربهما من الدير وكان الوقت ليلا فطلب ابونا انطونيوس من ابينا فلتاؤس ان يصلي حتى يرشدهما الله لمكان الدير فكرر ابونا فلتاؤس الكلام وقال له نحن مقبلون على جبل وبعده بحوالي نصف كيلو سوف ترى صليب دير البرموس منيراً فسأله ابونا انطونيوس كيف عرفت هذا وكيف سنرى النور ؟ وبعد فترة وجيزة وجدا أنفسهما يصعدان على جبل وشاهدا نوراً من بعيد فأشار أبونا فلتاؤس وقال هذا صليب دير البرموس وفعلا وصلا الى الدير وهما فى غاية الاعياء ووجدا أن ماكينة الإنارة تعمل فى هذا اليوم والصليب الذى أعلى المنارة مضىء وذلك بسبب زيارة الانبا بنيامين للدير
وحدث مرة أخرى أنه تعمق فى البرية حتى وصل إلى منطقة صخرية وتربتها زلطية فجرح اصبع قدمه وبدأ ينزف كثيراً فتوقف عن المشىي من شدة النزيف وكثرة الألم وبدأ يبكى كالطفل وهو لا يدري ماذا يفعل وأخذ يقول يارب أعمل ايه واروح فين ؟

وفجأة ظهر له شخص ذو لحية بيضاء طويلة على مايبدو انه كان احد الاباء السواح الذين يعيشون فى هذه البرية وقال له مالك يا أبونا فلتاؤس ؟ ومن هول المفاجأة لم يستطع أن يتحدث معه بل أشار إلى اصبع قدميه المجروح والذى ينزف وهو صامت فرشمه ذلك الشخص بعلامة الصليب المقدس وفى الحال وقف نزف الدم والتأم الجر واختفى ذلك الشخص أيضاً وعاد ابونا فلتاؤس الى ديره فرحاً متهللاً متطلعاً على جهاد أولئك الاباء السواح وأياء الرهبنة الأوائل مفكراً متأملاً أن يكون واحداً منهم ولكن من أين له هذا وهو الراهب الصغير المبتدىء .